افتراس السبيل

عاد الافتراش ليطل بوجهه في حج هذا العام، وعلى رغم أننا قرأنا تصريحات عن قوة أمنية خاصة لمنع افتراش الحجاج إلا أن الحال بقيت كما كانت. بعض الصحف ألقت باللائمة على أمانة مكة المكرمة التي لم تحسم الأمر منذ بدايته. وظاهرة الافتراش قديمة ومعوقة لحركة مرور الجهات الخدمية المتعددة ولبقية الحجاج، وهي قنبلة موقوتة تمثل خطورة كبيرة على السلامة العامة، والصور التي نشرتها بعض الصحف المحلية تشير إلى أن هذه الظاهرة باقية على حالها بل هي في تزايد، وهو ما يستدعي النظر في أسبابها، لا بد أن الجهل وضيق ذات اليد لدى بعض الحجاج من مسببات الافتراش، كما أن إهمال شركات الطوافة له يد في بروز هذه الظاهرة واستمرارها. التقارير الصحافية تشير إلى أن غالبية المفترشين هم من المخالفين وهي انطباعات صحافية أكثر من كونها إحصائية دقيقة، فإذا كانت المخالفات بهذه الأعداد الكبيرة التي طالعتنا بها الصور الصحافية فهي أمر يوجب إعادة  النظر في وسائل منع مخالفي أنظمة الحج من الوصول إلى المشاعر المقدسة.
وبعد الافتراش في ساحات منى وأمام الحرم المكي ستطالعنا الأخبار بعد أيام عن افتراش آخر في المطارات وأمام الميناء، وهو توقع أذكره كل سنة ويحدث فلم لا يحدث هذا العام؟
من الواضح أن العقوبات على المخالفين لأنظمة الحج والجهات المسؤولة عنهم ضعيفة أو أنها لا تطبق بالصورة المناسبة، ومن المعلوم أن الأجهزة الحكومية السعودية أصبح لديها خبرات كبيرة  جاءت من مشاركاتها في إدارة مواسم الحج العديدة، هذه الخبرات لماذا لا تنتج حلولاً جديدة ومختلفة واستباقية. نعلم أن هناك مركزاً لأبحاث الحج فأين أبحاثه في هذه القضية التي تسبب صداعاً سنوياً للمواطنين ولأجهزة الأمن والسلامة، وقرأت إشادات بالتنظيمات الجديدة بين حجاج الداخل وحجاج الخارج والتي استخدمت الألوان للتمييز بينهم لتنظيم الحركة خلال وقت محدد لكل فئة بدلاً من الفوضى التي عرفها كل من حج، كما قرأت تنويهاً بخطة مرور الحج هذا العام والتي وصفت بالسلاسة ونعلم أن إدارة المرور في الحج من أصعب الأمور، هذه الإشادة تشير إلى أن العمل الخلاق ممكن وأن الصعوبات والمعوقات التي تواجه إدارة الموسم كل عام يمكن تلافيها أو التقليل منها في العام الذي يليه، فلماذا يبقى الافتراش معوقاً سنوياً لا يمكن التعامل معه أثناء الحج وبعد انتهاء الموسم؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.