تتبع سيارات التقسيط

قالت وزارة التجارة إنها تحقق في معلومات عن شركات تقسيط تزرع أجهزة تتبع في سيارات باعتها لعملاء. المعلومات جاءت على لسان ضيف في برنامج «تم» على القناة السعودية، إذ ذكر أحمد الحربي في البرنامج أن الشركات تستطيع إيقاف السيارة في أي وقت تشاء، مع ما يعني ذلك من خطورة محتملة على ركابها.
دخل التقسيط البلاد من دون نظام يحمي حقوق الطرفين، لذلك «استأسدت» الشركات وكان بعضها في زمن مضى يسحب السيارة من دون علم المشتري، ونشأ عن ذلك مشكلات، وقبل أن تحقق الوزارة في هذه المخالفات الخطرة يجب عليها فحص الاتفاقات والعقود التي يضطر الزبون للتوقيع عليها، تعودنا من الشركات والبنوك أن تحمي نفسها باتفاقات صارمة تضع كامل الالتزامات على الطرف الضعيف ولا يذكر لجهة حكومة إعادة النظر في مثل هذه الاتفاقات، حتى أن آخر «برنامج» لوزارة العمل مع مؤسسة النقد والبنوك والذي يستخرج من خلاله بطاقة بنكية للعمالة المنزلية يجبر الكفيل التوقيع على التزامات لا يستطيع الوفاء بها. في قضية شركات السيارات ربما يكون الزبون وقع موافقا على أن يتم تتبعه أينما كان، وهو لا يعلم.
جزء مهم ورد في البرنامج عن شركات السيارات يخص مدى قانونية تغيير الوكالات والموزعين لقطع في السيارات، سواء أكانت خارجية أم داخلية، يضاف إليها نزع قطع إضافية تكون أساسا جزءاً من السيارة بعد خروجها من الشركة الصانعة.
بدلاً من إطفاء الحرائق أدعوا الأجهزة الحكومية إلى إعادة فحص العقود والاتفاقات، فالمستهلك أو الزبون لا خيار لديه، والحكومة ممثلة بالأجهزة المعنية هي المسؤول عن التدقيق.

نُشِرت في الحياة | التعليقات على تتبع سيارات التقسيط مغلقة

تنافس الوحوش

«الموت لأميركا وإسرائيل»… هذا هو الشعار الذي يستند إليه نظام طهران لتعبئة الجماهير في الداخل الإيراني وخارجه، وقد حقق نجاحات كبيرة باستخدامه، بخاصة أن رأس حربته العربية في لبنان على تماس مع إسرائيل في الجنوب اللبناني، ثم أضاف ذخيرة لهذه التعبئة والحشد بعلاقات خاصة مع جماعات فلسطينية («حماس» وغيرها) في فلسطين المحتلة، ليعطي قيمة أكبر لشعارات استهلاكية.
صحيح أن هذه الشعارات اختفت من شوارع المدن الإيرانية بعد توقيع الاتفاق النووي، لكنها بقيت في الخطاب الإعلامي لقادة النظام وعملائه في العالم العربي، ومن المرجح أنه سيعاد رفعها بعد انهيار الاتفاق النووي.
القصف الإسرائيلي المتكرر لما تقول تل أبيب إنه بنى تحتية إيرانية في سورية ليس هدفه طرد إيران من سورية، بل تحديد المجال والحدود لسيطرتها، فليس هناك صراع وجود بين إيران وإسرائيل، بل تنافس على اقتسام النفوذ في سورية والمنطقة العربية، والصراع بينهما على النفوذ السياسي بالدرجة الأولى وإن استخدمت فيه صواريخ محدودة ولا مواجهات تذكر.
إسرائيل محتلة قديمة لأراضي عربية مارست كل الفظاعات الوحشية التي تمارسها إيران الآن، من القتل إلى التهجير واقتلاع السكان من أراضيهم، ليس هنا فرق سوى فارق اللحظة الدموية والاختلاف بينهما على التفاصيل.

نُشِرت في الحياة | التعليقات على تنافس الوحوش مغلقة

هل تندلع الحرب؟

لنظام الإيراني في وضع حرج غير مسبوق، يمكن القول إنه بين فكي كماشة في ما يخص الاتفاق النووي وتداعيات تطوراته. واشنطن أعلنت انسحابها من الاتفاق مع فرض عقوبات في حين أعلنت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق التزامها به، ولم يكن لنظام الملالي من خيار سوى الاستمرار مع المستمرين، لذلك فهي تلتزم بالاتفاق مع عقوبات اقتصادية أميركية وضغوط على الشركات الأوروبية التي أمهلتها واشنطن أشهراً عدة للخروج من إيران.
الشركات الأوروبية الضخمة في طريقها للخروج، ما يعني توقف مشاريع ضخمة خصوصا في الغاز والنفط، وفي الاتفاق الأوروبي سيراقب والأميركي يعاقب وسط وضع اقتصادي إيراني مهلهل واستمرار احتجاجات شعبية لأشهر عدة.
تم استدراج إيران والطعم كان استغلال هوس نظامها الطائفي بتصدير الثورة والأرض العربية هي الميدان، وكان تسليم السلطة في العراق لأحزاب إيرانية الهوى بتلك الطريقة الفاضحة مبعث استغراب وتساؤل. ويمكن الآن تحديد الهدف البعيد، وظهرت حقيقة ما يقال عن الدهاء الفارسي، فالجشع والتوحش مع الغطرسة في نظام خامنئي ذهبت بالدهاء.
واشنطن غير مستعجلة فلا يُتوقع نشوب حرب، بخلاف الحرب النفسية الإعلامية والاقتصادية الضاغطة الآن على النظام الإيراني والمرشحة للاستمرار سنوات، أما الرهان فهو على الداخل، على الشعوب الإيرانية التي سيكون له الدور في التغيير.

نُشِرت في الحياة | التعليقات على هل تندلع الحرب؟ مغلقة

دهان الأسنان

اللمعة مثل اللمحة.. ذبحة! والبريق واللمعان للأسنان هو العامل المشترك لدعاية مراكز وأطباء الأسنان في مختلف الوسائل، وانتقاء الصور اللامعة مع الدعاية جزء أصيل منها، وما دام أن المسألة تجارية بحتة في القطاع الطبي الخاص فمن «الطبيعي» تجاريا وتسويقياً أن يكون لخبرة الدهان والورنيش حاجة في طب الأسنان «التجاري».
عثور وزارة العمل على شخص بمهنة دهّان يعمل طبيب أسنان في منشأة طبية خاصة يكشف عن ضعف رقابة وزارة الصحة، فهي من ترخص وتتأكد وتقوم في المفترض بجولات رقابية بين فترة أخرى، وفي تويتر سيل من المعلومات عن هذه القضية وتداعياتها، بمعنى أنها طرف خيط لما هو أكبر لكشف منظومة هذه الممارسات وكيف يعمل أبطالها على إخفاء المخالفات والمخالفين خارج المراكز قبل حضور الرقيب إن حضر؟
وزارة الصحة في مرحلة تحول، لكن هذا ليس عذرا ولا مبررا للضعف الرقابي، خصوصا والوزير جاء من وزارة هو من ركز على دورها الرقابي وحقق نجاحاً فيه، أقلها استنساخ تلك التجربة، وبوجود هيئة التخصصات الصحية لم يعد هناك عذر لمثل هذه الفضائح الإدارية الطبية.. التجارية الرسمية.

نُشِرت في الحياة | التعليقات على دهان الأسنان مغلقة

انتخابات الميليشيات الطائفية

مضحكة هذه الديموقراطية المفصلة على مقاس الميليشيات الطائفية في العراق ولبنان، وكما حدث في ما سُمي «انتخابات» لبنان بفوز حزب إيران، متوقَّع اكتساح مثيل له لأحزاب إيرانية في العراق.
في لبنان، رفع أنصار إيران علم حزب الولي الفقيه على تمثال للرئيس الأسبق رفيق الحريري، وهي رسالة واضحة ليس لابنه فقط، بل لما مثله رفيق الحريري كلبناني عربي سني، ولما مثله من اتجاه تصالحي تنموي بعيد عن الطائفية. ولا يتوقع أن الرسالة وصلت للابن ولا لمن حوله، فالنار لا تورث إلا الرماد، وبريق المنصب الشكلي سرعان ما سيزول، لكن في وقت لا ينفع فيه الندم.
بعد كل هذه السنوات، ثبت فشل مشروع رفيق الحريري في لبنان، إذ لم يستطع على رغم جهوده وتفانيه، غرس هوية لبنانية وطنية لكل اللبنانيين في لبنان. كان رفيق الحريري يبتعث الطلاب اللبنانيين من كل الطوائف للدراسة على حسابه، والمحصلة أكدت أن النوايا الحسنة لا تحقق سوى الخسائر، وثبت أن من يملك قوة السلاح والعقيدة مهما كانت متوحشة وعميلة لأجنبي يصدر الإرهاب والمخدرات هو من يحدد الهوية.
من الرشاش والأحزمة الناسفة والمتفجرات إلى الصندوق الانتخابي، تعبر الميليشيات الطائفية مظفرة، تستولي على السلطة والقرار لتشرعن وترسخ وجود من تعمل لمصلحته، في ظل تشرذم الآخرين وضياعهم. والنموذج في العراق ولبنان يراد استنساخه في اليمن.

نُشِرت في الحياة | التعليقات على انتخابات الميليشيات الطائفية مغلقة